أهرب مرة أخرى من عالم الحبيب إلى عالم الكتابة، أهرب إليه متضجراً من كبت المشاعر في جوفي، فلا أحد يستطيع حبس أنفاسه إلى الأبد، إلا من كان يريد الموت، وأنا لا أريدُ الموتَ لما في داخلي.
ها أنا أتثاقل على قلمي لأكتب ما جرى وأرمي بثقل قلبي على ورقتي محرراً مشاعري و أحزاني، كلماتي و كل ما يختلج داخل صدري تاركاً روحي لتنساب في نهرٍ هادئٍ بلا أمواج ولا صخور. عالمي ليس كعالمكِ يا عزيزتي، إنه لطيف سميع يسمعني فقط، ولا يجرحني كما أنتِ تفعلين..
يجيئ هذا بعد الصراع اليومي بين اشتياق قلبي و كبرياء عقلي. وكما جرت العادة، تعلنُ جوارحي الانصياع لسيلان المشاعر تجاهك، فلم أجد نفسي إلا بعد أن تخللت حروف كلمات "اشتقت لك" مسامعَكِ، تدق كل ركن من جسدكِ وصولاً إلى قلبكِ فيأبى بطريقةٍ لا أفهمها، أهذا كبرياءك؟ أم أنكِ تمتنين لنفسكِ بهذه الطريقة؟
لقد ضاعت كرامتي في أعماق البحر وبدأت الأمواج تدكُ سفينتي، تحطمها وتكسرها إلى أن أَصبح كل جزءٍ منها - ومنّي- تائهاً في ظُلمات البحر الموحِش. لكن، ما إن يتلاشى الليل ويلحقه نهارٌ آخر، أنسى ما كان وما حصل بمجرد أن يتراءى لعيني شعاعُ ضوءٍ جديد، فتبدأ سفينتي مرة أخرى بترميم نفسها بخشب الحب والمودة والوصل، وهكذا.. وتستمر أشرعة قلبي بالتمزق وترميم نفسها بذات الطريقة.
لقد تعبت، تعبت من هذا الروتين المؤلم حتى بت لا أعلم هل أُحبّك لهذه الدرجة؟ أم أنني اعتدت قسوتكِ؟!