صادف 24 كانون الثاني السابق اليوم العالمي للتعليم الأول حسب الأمم المتحدة..
تتزايد أهمية التعليم مع كل ثانية في عالمنا المتطور هذا!
اختراعات جديدة كل يوم، اكتشافات تغير لنا مفاهيمنا وتفتح لنا أفاق متنوعة، سوق عمل صعب لا يعرف الرحمة خصوصاً للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ينير لنا التعليم العديد من الأروقة التي تتزايد مع كل معلومة جديدة وخبرة نتدرب عليها.
يتطرق على مسامعنا جميعاً في الفترة الأخيرة مصطلح التنمية المستدامة، وهي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات والأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها، أو يمكننا أن نقول بلغة أبسط أنها تطوير للإنسان بشكل مستمر مع مراعاة البيئة والاعتناء بها..
(جميع أهداف التنمية المستدامة موجودة ضمن صورة في الأسفل)
اقترح من خلال هذه المدونة البسيطة أن: التعليم هو الحجرة الأولى للوصول إلي جميع أهداف التنمية المستدامة وفي التركيز على التعليم نحقق الأهداف الأخرى بشكل غير مباشر. فحصول المزيد من الأطفال والشباب على فرص تعليم وتدريب سوف تفيدهم للحصول على عمل في المستقبل، مما يساهم في دعم الاقتصاد ومحاربة الجوع والفقر.
وهنا يجب أن نذكر مشكلة عمالة الأطفال وأثارها المدمرة، فسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، يضطر العديد من الأهالي إلى إخراج أطفالهم من المدرسة للعمل. توفير المساعدات الإنسانية لهم هو أحد الحلول المؤقته لهذه المشكلة (وهذا حل غير مستدام بالمرة !!) والأفضل بالطبع هو توفير عمل أو مشروع صغير لهذه العائلة. يجب على المنظمات والجمعيات التي تقدم الفرص أن تربط هذه الفرصة بدراسة الأطفال وذهابهم للمدرسة ويجب أن تتم مراقبة صارمة لهذه العملية بشكل مستمر مع جلسات توعية عن أهمية التعليم في استقرار وتطور العائلة في المستقبل.
فالنتخيل إننا (كمجتمع محلي، منظمات إنسانية، جمعيات، الحكومة..) نريد التدخل ومساعدة مجتمع معزول في قرية فقيرة بعيدة عن المدينة، فما هي أفضل وسيلة لمساعدة هذه القرية وإرشادها إلى طريق التنمية المستدامة ؟
يجب أن نبدأ بالتعليم، ويجب على جميع المشاريع أو المساعدات الأخرى أن تكون مرتبطة بوجود فرص تعليمية للجميع. فمثلاً لو في هذه القرية مئة طفل، فنحن لدينا بعد فترة مئة فرد قادر على التغيير الإيجابي في مجتمعه واقتراح الأفكار، وكذلك بعد الملاحظة ضمن مجتمعي المحلي وقراءة بعض الدراسات وسؤال المختصين وجدت أن العائلات التي يكون فيها الأب والأم متعلمين فإن الأطفال يكونوا أكثر إلتزاما بالدراسة.
فكرة أن التعليم الجيد هو الذي يأخذ بعين الاعتبار اختلاف الأطفال ويعمل منذ الصفوف الأولى على اكتشاف مواهب واهتمامات الطلاب وشغفهم إضافةً لحصولهم على شهادات مخصصة تساعدهم في دخول سوق العمل في مجالهم المحبب.
وفي هذا الخصوص بالذات، هنالك حل يقدم نفسه على طبق من ألماس:
مع انتشار الإنترنت بشكل كبير في الأونة الأخيرة، ومع العمل على مشاريع لتوفير الإنترنت في المناطق الريفية والفقيرة حول العالم من قبل شركات مثل غوغل وفيسبوك، وكذلك اليوم أكثر من أيّ وقت تنتشر الأجهزة الإلكترونية مثل النار وبأسعار تنخفض مع الساعة !، تزداد أهمية الاستفادة من هذه التكنولوجيا في التعليم وخصوصاً ضمن المجتمعات التي لا تملك هارفرد أو أوكسفورد على قارعة الطريق.
الإنترنت يوفر وسيلة مسلية سريعة سهلة وخفيفة التكاليف لكي يتم تعليم أكبر عدد من الأطفال مع وضع طريق التعليم في يد الطفل نفسه وهو يتعلم عن اهتماماته، بالطبع مع العلوم الأساسية مثل اللغة والرياضيات والعلوم.
ماذا لو أن هنالك مشاريع توفر أدوات التعليم عبر الإنترنت للمجتمعات الأكثر حاجةً وبنفس الوقت هنالك مشاريع تطوعية موازية في المدن والمجتمعات المحظوظة بوجود مدارس يقودها الطلاب الجامعيين والأساتذة، يوفرون مناهج تعليمية تفيد ذلك المتجمع، كم سيكون ذلك رائعا ؟
الانترنت هو حل بديل أقل كلفةً عن بناء المدارس في المناطق البعيدة وليس حل نهائي، والأفضل بناء المدارس مع إدخال التكنولوجيا للمنظومة التعليمية
سوف أنهي المدونة بهذا التخيل، أملاً أن أزرع الإلهام في القراء لكي يبدأوا بالتعلم والتعليم من خلال الانترنت، وصولكم لهذه المدونة يعني أن لديكم شبكة انترنت وعلى الأقل هاتف ذكي، الآن أدعوكم لفتح كاميرا هاتفكم هذا وجلب ورقة وقلم، ثم شاركونا خبرة أو معلومة ما.