تدرك أنك في صدام مع ما حولك عندما ترى ما حولك...... لتراهم حولك، و في ذات الوقت أنت وحيد، شفاف لا تُرى و ضعيف لا تُسمع، لا تستطيع المقاتلة للدفاع عن صوتك لأن تُرسك تم الاستهزاء به و سيفك لا يقطع ورقة.
يتحول صوتك تدريجيًاً لذبذبات أخفض من أن يتم الاستجابة لها و في ذات الوقت... أصواتهم تهز جبالك و تولد زلازل، زلازل تحرك مافي داخلك من أفكار و مشاعر، زلازل لن تبقيك على ما أنت عليه.
لكن كن واثقاً، أن هذه الزلزال قد تدمر دياراً.. و قد تخلق أودية أخضر من أوراق التفاح التي أنزلتنا.
لن تخرج من زلازلك كما أنت، سيعاد ترتيب مكنوناتك و هنا المعركة الحقيقة..... من سيعيد ترتيبك؟
هم؟ أم أنت؟
_
_
_
كان الجوع الشديد كافياً للصيام الشديد، إلا أن هذا الجوع لم يتله فطور، و خارجٌ عما ألفناه من مشاعر التحمل و الصبر، لأن الصبر كان خارج المعادلة.
الجوع للمفاتيح.
مفاتيح لأقفال فكرنا، مفاتيح للمشاكل التي تعترينا كل يوم و كل ساعة، المشاكل التي تمنعنا من اتخاذ ما يحلو لنا من قرارات.
و هل كانت حرية الفكر تعني حرية القرار؟
و بمن يتعلق قرارنا؟ برقبة من كان يتعلق القرار؟ بالتالي من يُشنق عند الخطأ؟ و هل نتحمل مسؤولية رقبتنا المشنوقة عند شد الحبل؟
هل نتحملها وحدنا؟
الحقيقة أنه عند ضياع المفتاح، نضيع في هبة ريح.. لأنه لا يوجد أضعف من إنسان مقيد الفكر و مقيد القرار و مقيد الوعي.
و لأن الوعي كان كنزٌ؛ إن امتلكه الكلب الأليف مثلاً لكان انهك بعد يومين فقط لرفضه كونه عبدٌ هدفه الأساسي هو التسلية.
إن وعينا مرتبط بحرية قرارنا، و عند دفاعنا عن حرية قرارنا نحن ندافع عما هو أعمق بكثير، لذا فلنطرح السؤال للمرة المليون.. لم الحصر لنفسنا و أفكارنا بقالب لا يعرف التغيير؟
إن اخترعوا الضوء منذ قرن بطريقة، نستطيع الآن اختراعه بألف طريقة.
و عند ضياع المفتاح.... قد نستسلم.
إنه هكذا، تشعر أن الكون يكرهك، فتبدأ أنت بكره نفسك! لأنك لا تستطيع مجاراة الكون أو منافسته، و تبدأ بإبعاد كل ما يجعلك تشعر بالسعادة لظنك أنك لا تستحقها.
و تمر مدة لتدرك أن حدود كونك الجديد هي أطراف سريرك و آخر خمس ملمترات من وسادتك، و أحلامك لا تتجاوز أحلام متوقف يحلم باستعمال ما يملك من أقدام، مع العلم بأنها أحلامك في الحقيقة، و أنك لست بمتوقف و أقدامك تعصر الحديد إن أردت.
صديقي... إنك مبصر، لكن في قرارة نفسك لا ترى غير الظلال.
حتى أصبحت أنت الظل.
_
_
_
_ شخص أول : حلفت بنفسك على أن تكون أفضل في المرة القادمة، و بطل حلفانك.
فهل تكون قد خسرت نفسك؟
* شخص ثانٍ : الشجر يعاهد نفسه على النمو كل يوم، و غصونها كل يوم تقصر و تتكسر؛ هذا لا يعني أنها خسرت نفسها.
_ شخص أول : إنك لست بشجرة، أنت جذع بائس لن يزهر
* شخص ثانٍ : أنا جذع سيزهر و يثمر.
لن تعلم أبدا.. قد أعطي تفاحة.
_ شخص أول : كانت تفاحة هي من انزلتنا من السماء
* شخص ثانٍ : و تفاحة هي من تبقينا على الأرض بعيداً عن الموت.
_ شخص أول : كيف تقاوم ما يعتريك من غضب و سخط؟ أنت تعلم.. يمر بك موقف يوقد فيك الحقد.
يغرق الموقف... و يطفو الحقد مستولياً على بحارك.
لم بحارك صافية؟ كيف تفعل ذلك؟
* شخص ثانٍ : أهرب كل يوم إلى ذاكرتي لأدفن آلاماً قديمة، و ينتهي بي الأمر كل يوم بوأد نفسي.. فلم؟
اليقين، اليقين هو السر.
كان من السهل عليّ التمرد، محاولة التمرد المبالغ به، و أن أظل لوحدي، و كان أيضاً من السهل الخنوع و الخضوع، وفعل ما أرادوا كيفما أرادوا و حيثما أرادوا.
لكن حاولت التصرف فيما بين.
شيء جميل أن أفعل ما يحلو لي، دون موافقة من حولي، سأفعل ما أريد دون رادع.
لكن أعلم أنه عند أول سقطة لي، سألجأ لهم.
في حين أن الأجمل أن أنظر لتجارب من حولي الإيجابية التي يحاولون فرضها علي، و أبني تجاربي عليها، أن أبني بيوتي على تربتهم التي تحاول ان تدفنني.
سياسة أن أفعل ما يريدون و ما أريد بحيث أن أخرج من الموقف غير خاسر لكلا الطرفين.
لن أكذب؛ هذا مرهق، لكن لن تكره النتائج.
في هكذا بلدة، تربينا على الكدمات، و تعلمنا كيف نغطي أبشع ما فينا، لكن هنالك دائماً الهامش بالنسبة لهؤلاء الذين لا يستطيعون لا إخفاء كدماتهم و لا الاعتراف بها، لهؤلاء الذين يفضلون العزلة على المجاملات.
في حين أن السطور المكشوفة... فهي للأقوياء، للذين يعرفون أن نهاية السطر هامش آخر، و نهاية الهامش... سطر جديد.
_
_
_
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، و حذاء سميك لتتجنب الشظايا و الجروح، بعض الجبائر حتى لا تؤثر كسورك فيك.
حفنة من الشجاعة و حفنة أكبر من الصبر و التحمل لأنك ستعلم تماماً ما سيحصل لك عند بدء هذا الطريق و ما ستصادف من جبال و عواصف و حوائط و مسافات و صعود و هبوط و انكسارات.
بالإضافة لكمية من التقبل، تقبل ذاتك و طموحك، حتى تحقق نفسك و تراعي ما حولك.
و في النهاية، لا تسمح لأحد أن يكسر جوهرك، جوهرك أقسى من الحجر و ألين من المطاط.
و رجائي ألا تعتقد أبدا بأن جوهرك خشب.... لأن الخشب لا يلمع!