يقول المثل رُبَّ ضارةٍ نافعة والناجح هو من يحول المحنة الى فرصة!
لقد أتت أزمة الكورونا دون سابق انذار ولم تسلم منها غالبية الدول وقد أثرت بكل مجرى الحياة لتصل لمنزل وعقل كل شاب وفتاة.
وكشاب في مقتبل العمر وجدت فرصة لإعادة النظر حول الحياة بشكل أكثر دقة لأعيد ترتيب الأوراق والتفكير والتخطيط لمستقبل جميل إن شاء الله، فقد بدأت بمراجعة الذات وتصويب الأفكار لأبحر في داخلي واضعاً المرساة عند كل شيء يحقق لي أهدافي في هذه الحياة.
ومايسعدني أنني قد أدركت أن كل ما أسعى نحوه وأطوف إليه هو موجود لدي وملازمني أين ما أذهب؟!
فقد لفتني كلام لكونفويشيوس حين قال:
"إن ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو"
ولكونني إنسان يحب استثمار الوقت فقد بدأت أيام الحجر بوضع الخطط اليومية وحددت محاور ينبغي علي القيام بها ولابد من تطويرها عند تسارع الأحداث، وقد كان تركيزي على محورين اثنين، فيركز المحور الأول حول تخصصي بالعلوم الصيدلانية والدوائية، وأما الثاني فقد ركز على تطوير الذات وتعلم اللغات والقراءة الهادفة وحضور العديد من الدورات والورشات في المجالات المحددة مسبقا.
ولكون الحجر الصحي أثر على بقائنا في المنزل فكان شرفٌ لي مشاركة الأمهات تجربة جديدة في المطبخ،
لتكون البداية في تحضير طبق إيطالي ليس غريباً عنا في زمن الكورونا ألا وهو المعكرونة!
إن أيامنا هذه لأروع فرصة لنا لأن نطور من أنفسنا ، فقد تطور أدائي كمدرب وأتيح لي الوقت لصقل عدة مهارات جديدة ودخلت في تجربة جديدة بالتعلم عن بعد وهذه فرصة لي أن أشكر من كل قلبي القائمين على منصات التعلم الذاتي والتعلم عن بعد لما فيه الاستفادة من وقتنا الذي هو أغلى مانملك..
ولست أنسى شغف كبير قد تنامى للتعلم فاستيقظ كل صباح واضعا أمام عيني الكثير من الأهداف التي لابد من انجازها، وبالإضافة لمتابعتي كل مستجدات الأمور الطبية لأواكب العلم ناشراً مع زملائي التوعية الصحية من مصادر موثوقة.
لقد تركز نشاطي على مواقع التواصل بنشر المعلومات الطبية وبعض القصص بهدف نشر الايجابية والوعي للناس، ومازادني حبا هو تطوعي عبر مواقع التواصل لنساهم بالتوعية الصحية والنفسية.
ولأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، كان لابد لي من اتباع أسلوب جديد فبقائي في البيت تطلب مني تغيير بعض العادات القديمة والمحافظة على تناول الطعام الصحي وممارسة تمارين التنفس والرياضة الصباحية.
ولايغيب عني شغفي لذاك القلم الذي يعني لي الكثير فقد تنامى في هذه الأيام وصرت أكتب الخواطر والمقالات بكثرة ولاضير في القليل من الشعر، لأتناول بها بعض الحكايات اليومية من واقعي وواقع هذه الحياة..
لقد آن الأوان لأختلي بك ياكاميرا!
منذ فترة وأتخيل تلك اللحظة التي يتاح لي تصفحك، فبعد شرائك لم أستطع تعلم كل تقنياتك الحديثة وهاالآن أشكر أيام الحجر فقد أهدتني كنزا من الوقت لأبدع بالصورة التي أريد..
طبعا وكإنسان فما أجمل لقاء الأحبة وما أبهى التواصل مع الأصدقاء القدامى وتعميق أواصر الألفة مع الأسرة الجميلة..
لا يخفى على الجميع أضرار ماجرى بنا وانعكاسه على مفاصل الحياة، ولهو درس ينبغي لنا تعلمه، وأن نخطط لما بعده فيمكننا النظر بإيجابية فالكثير من الشركات والجامعات تحولت للعمل عن بعد، وهي لفرصة للكثيرين لتغيير بعض الأفكار التي تعبر عن واقع الانسان، فمن وجهة نظري كن جميلا ترى الوجود جميلا فالحياة نعمة فلنفهمها لتعطينا أجمل ماعندها.
وإن ركزت على الأمور السلبية ستلاحقك فلذلك كن إيجابيا ومتفائلاً، وتعرف على نفسك جيداً واستثمر فيها وضع الخطط وراقب تنفيذها لتحقق أهدافك فتصل بذلك لغايتك النبيلة فتكون إنساناً..
حقوق الصورة : عمار مصطفى، زهور من حديقة بيتي..