إضاءات شبابية في عتمة الحجر المنزلي

Like330
Post
الصورة
شباب من العراق يقضون الحجر المنزلي بهوايات منوعة

فجأة، ودون سابق إنذار تغير نمط الحياة اليومية بسبب فيروس كورونا ومافرضه التصدي له من إجراءات وقائية أهمها الحجر المنزلي، الذي يعد سلوكاً جديداً غريبا لدى كثيرين، حيث يحد من حريتهم وتنقلاتهم، لاسيما لدى الشباب والأطفال. ولكن وسط العتمة ثمة ضوء، حيث قرر الشباب والأطفال القضاء على الملل بين الجدران الأربعة بهوايات يحاولون من خلالها جعل أيامهم أجمل وأكثر إيقاعاً وسط الجمود والقيود التي فرضها كورونا على الحرية.

أسيل

أسيل عامر عبود ، طالبة في معهد موسيقي ، استثمرت وقت الحجر المنزلي في العزف على آلة العود التي باتت صديقتها المفضلة  وهي تعدّها سيدة الآلات الموسيقية ، لتصدح موسيقاها في أرجاء البيت وبما يجعلها تتغلب على الملل . تعلمت أسيل مبادئ العزف في المعهد ، لكنها واصلت التدريب عن بعد عبر الأنترنت خلال الحجر ، حيث تقوم بالبحث عن مواقع تعليمية ألكترونية متخصصة بالموسيقى وتتمرن . تطلق والدة أسيل على ماتقوم به ابنتها بالتحدي الإبداعي .

الصورة
أسيل عامر تعزف على العود
أسيل عامر تعزف على العود في المنزل

أنيس

الجميل أيضا أن شقيق أسيل هو الذي يقوم بتصويرها في اثناء العزف ، فهو شاب موهوب في التصوير ولديه معارض فوتوغرافية عدّة .

أنيس عامر عبود ، طالب في المرحلة الدراسية الاولى في كلية الفنون ، ومصور متطوع مع بعض منظمات المجتمع المدني لخدمة الإنسانية ، استغل وقت الحجر المنزلي في تصميم صور تحاكي الأزمة ، وطور مقدرته على تصميم الشعارات التعريفية (اللوغو) ،  وأنتج فيلما بالاعتماد على مطالعاته ومتابعاته الشخصية وتجاربه في مجالات عمله المختلفة ،  واشترك الفيلم بمهرجان كوفيد ١٩ للأفلام القصيرة , كما أقام معرضا ألكترونيا (معرض موهوب الشهر)  من خلال مرسم دار الكتب والوثائق العراقية بالتعاون مع شبكة الحياة لوحة رسم لدعم التفكير الإيجابي والطاقات والمواهب .

شعار أنيس في الحياة (النجاح في المحاولة) ،  ويقول : احلم ، تخيل ، فكر ، اصنع ، لتحصل على نتيجة جميلة .

الصورة
من أعمال أنيس عامر عن الحجر المنزلي وإجراءات الوقاية الصحية
من أعمال أنيس عامر عن الحجر المنزلي وإجراءات الوقاية الصحية
الصورة
من أعمال أنيس عامر عن الحجر المنزلي وإجراءات الوقاية
من أعمال أنيس عامر عن الحجر المنزلي وإجراءات الوقاية

مؤمل

مؤمل خالد ، طالب مدرسة يهوى كتابة القصص والخواطر ، استغل وقت الحجر في القراءة وكتابة خواطر تحاكي الوحدة الوطنية وأهمية التعايش والتسامح وتضافر الجهود لبناء الوطن ، وهذا البناء ليس بالسلاح وانما بالقلوب المُحبة ، ومما كتبه :

في صحراءِ الغربية أرى

في أهوارِ الجنوب أرى

في جبالِ الشمال أرى

في سهولِ الوسط أرى

أولى خطوط الفجر شاهدة

في برد الشتاءِ أنا

و في الصيفِ الدافئ

أرى اعجوبةً

نادرةً لا تُرى

أرضي مملوءة بالثرى

وأصبّ عرقاً، عملي شاق

ولكنَ روحي في العراق

ما يسطع في الشمال

يسطع في الجنوب

ما يُرى في الشمال

يُرى في الجنوب

الصورة
مؤمل خالد
مؤمل خالد

غزل

تواصل غزل بشار ، وهي طالبة مدرسة ، هوايتها المفضلة التي قادتها الى إقامة معارض عدّة ، وهي النحت بوساطة الطين الاصطناعي ، حيث  تقوم بتصنيع الكثير من المصغرات الطينية ببراعة ، كي تجعل غرفتها في البيت أجمل وتستثمر وقت الفراغ في انتاج الجمال .  تأتيها الفكرة حين تكون مسترخية ، وتأخذ نفساً عميقاً ومن ثم تقوم بتحويل الفكرة الى مصغرات طينية . ترسم غزل الشخصيات الكارتونية والألعاب التي لديها في دفتر مذكرات وملاحظات خاص بها ، وهي تكتب الحكايات أيضاً .

الصورة
غزل بشار تقوم بتصنيع المصغرات
غزل بشار تقوم بتصنيع المصغرات الطينية
الصورة
غزل بشار تقوم بتصنيع المصغرات الطينية
غزل بشار تقوم بتصنيع المصغرات الطينية

آخرون

ثمة شباب آخرون هوايتهم الرسم وقد أبدعوا فيها كثيرا وهو مايلزمنا لكتابة حلقة لاحقة عما انتجوه خلال الحجر المنزلي من لوحات تحاكي المرحلة او تضيف جمالاً وصخبا الى حياة مقيدة حتى يحين موعد الوصول الى شاطئ الأمان حيث يختفي كورونا من حياة البشرية .

للحديث بقية عن ألوان أضافت بهجة الى حيطان الحجر .

 

 

 

مدونة
العراق