قادر على العطاء

Like304
Post
الصورة
أنت تستطيع

"فاقد الشيء لا يعطيه"

عبارة لربما سمعناها كثيراً، لربما آمنا بها أو حتى كرهناها لأنها قيلت لنا بغرض التشكيك والاستهزاء. لكن قبل كل هذا هل هي عبارة صحيحة؟؟ هل يجب أن يبقى العاجز عاجزاً وتبقى الصحراء جرداء!.. ألا يستطيع الحب أن يزهر وسط الألم !

سألت نفسي هذا السؤال لأني لطالما كنت بجانب الآخرين في جميع الأوقات، حاولت قدر طاقتي أن أقدم الحب بالرغم من أني ما حصلت عليه يوماً.. وقد كان والدايَ أيضاً مثالين صارخين للعطاء، وعن ذاك الشعاع الداخلي العظيم فعلى الرغم من كل الظروف القاسية التي عانيا منها في طفولتهما وحتى في مرحلة شبابهما المبكّر استطاعا النهوض، والتكفل بأمرهما واجتازا امتحان الحياة الصعب وكل منهما اليومَ ناجح ومحبٌ، ويمكن القول أيضاً إن أكثر الأهل نجاهاً هم من ترعرعوا في ظروف قاسية ..

ليس من الضروري أن تكون محبوباً لتقدم الحب والعون، بل أظن أنه ينبغي أن نرى في الشوكة والنقص تلك الزهرة الجميلة فمهما بلغ النقص في حياتنا لا يستطيع أن يثنينا عن العطاء، ذلك العمل السامي الذي لا يكلفنا سوى "قلب طيّب" ليجعلنا نشع من الداخل كمنارات بشرية..

أما في قوانين الفيزياء فلا يمكنك أن تعطي إن لم تكن تملك ولا يمكنك أن تقدم أكثر مما لديك، لكن للطبيعة والإنسان قوانينه الخاصة، لأنها قوانين حيّة عظيمة مفعمة بالروح، كبذرة الفاكهة الصغيرة المهملة التي تنمو لتعطي أشجاراً وتستمر بالعطاء دون توقف، كذلك هو قلب الإنسان بإمكانه متابعة هذه الصيرورة من العطاء مهما كانت الظروف فقط الإرادة هي العنصر الكيميائي X الذي يحقق كل شيء ويجعل المستحيل ممكناً.

مدونة
الجمهورية العربية السورية