جاء هذا الوباء وغزا العالم ...
لم تسلم منه لا الدول الفقيرة ولا الغنية، حتى الأولى عالمياً كانت ذات عدد الضحايا الأكبر.
ارتفع عدد الوفيات حتى خشينا عودة الطاعون.
كان الغني مثل الفقير، كلاهما ينتظر دوره في طابور المشفى حتى يتلقى العلاج.
نحن كأشخاص لم نُصب بأي شي، كانت هذه الفترة عبارة عن فترة استجمام وراحة.
جلسنا ساعات وأيام وأسابيع في منازلنا، ابتعدنا شيئاً فشيئاً عن زملائنا، جامعتنا، اساتذتنا وحياتنا الروتينة.
أتيح لنا الوقت لأخذ استراحة من كل شيء، لأجل التفكير في واقعنا، في أنفسنا، في تفاصيل حياتنا، في أشياء لم نكن نملك الوقت كي نفكر فيها، وحتى أشياءٌ لم تخطر على بالنا.
هل ما أنا ما عليه الآن هو هدفي ؟
هل اختصاصي الجامعي مناسب لي ؟
هل أرغب بالسفر إلى الخارج حقاً أم أنها موضة العصر ؟!
وبعد كل هذا وذاك يعود كلٌ منا إلى أشيائه القديمة من صورٍ، ودفاتر، وكتب، وهدايا...
ويبدأ الحنين يسري في عروقنا، حنينٌ إلى الماضي، حنينٌ إلى ذلك الشخص البريء الذي كان همه الوحيد العودة من المدرسة إلى المنزل ليأكل البيتزا وثم يلهو مع أصدقائه، ينتظر المستقبل بفارغ الصبر !
وما النتيجة ؟؟
أشخاص عانوا من اكتئاب بسبب الوحدة وآخرون لم يتأثرو بشيء
وأخرون وهم النسبة الأكبر وجدوا طريقاً جديداً ليكملو به حياتهم ..طريق الحاضر ولا شيء سوى الحاضر .
أدركوا أن الحياة لا تحتمل التأجيل في أي شي، فلا أحد يعلم متى يحين موعد الرحيل..
لماذا إذاً لا نصرّح بحبنا لكل من حولنا ؟؟
لماذا لا نستغل هذه الأيام في التعبير عن كل ما في خلدنا من مشاعر إيجابية وسلبية ؟؟
هل نحن خائفون؟ ولنفترض أننا خائفين، مم نخاف؟ برأيي، لا شيء يدعو للخوف أكثر من الموت.
لذلك لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولا تخجل من ردود أفعال الآخرين..
اذهب وبادر بالحسن لأهلك، ولجيرانك، ولأصدقائك، وللشخص الذي ترى فيه شريك حياتك.
كن منبعاً للطاقة الإيجابية لكل من حولك ، انطلق من نفسك ولا تنتظر الآخرين.
كن ما يحلو لك، لا داع لأن تجعل آراء الآخرين فيك ما يحرّكك، فكلٌ منا يرى الأمور من الزاوية التي تحلو له ولا أحد يستطيع منعك من أي شي .
عش يومك وكأنه أخر يوم في حياتك لعلك تحقق المستحيل