تتلاقى أقدارنا في محطات الحياة ونتعرف على أشخاص كُثُر، منهم من يُمحى من الذاكرة وكأنه لم يكن، ومنهم من يتشبث بأعماق أرواحنا، ومنهم من يوجد كاللون في الماء.
هل تسائلت يوما، لما تملكتكَ السكينة بقرب شخص ما ولمَ اهتزّت الطمأنينة داخلك بقرب شخص آخر!
بينما يراودك الفضول تجاه أحدهم ولا تعلم حقيقة ماتشعر!
ويوماً بعد يوم تتناثر الأسماء في فضاء الذاكرة، تلك المواقف تحرك أوتار شعورنا. لا ندرك من دخل ومن خسرنا، ونختمُ نهارات الأيام بالأعذار لأنفسنا وأنه من ذهب كنّا نحن خسارته في هذه الحياة، وننسى أنه في ميزان القدر نحن الحكم ونحن الجلاد ونحن المحكوم.
نهرب من مواجهة أنفسنا ومن أعمق مشاعرنا التي يطفو منها مالم نتمكن من لجمه يوما. هناك من يندم وهناك من يحزن وأحدهم لا يخالجه أي شعور لكثرة جلد الذات. إلا أننا في واقع الأمر كَحِملِ الغيمة في السماء، يتساقط الآخرون منا كقطرات المطر وعندما تفرغ القطرات تعود بخاراً خفيف الظل، ليس أكثر.
لكننا لسنا كالغيمة، نريح عن كاهلنا عبئ الأشخاص فقط، مع كل دخول أو رحيل لأحدهم من حياتك تمتلئ أكثر، لهذا لا تدع أحداً يدخل ويخرج واضعاً بصمة جديدة ليصبح قطرة زائدة في فنجان طاف ماؤه!
كم جميلةٌ هي الحدود، وكم من عاصفة نخوضها لندرك تحصين أرواحنا، وكم نحن ثمينون. وكم هي الحياة منصفة! وكم تدور عجلة القدر بعدالة!
وكم كانت الدروس قاسية!