ما الذي يشغل بالك؟ ساعد في التخلص من وصمة العار المحيطة بالصحة العقلية

متابعة أحبائنا والسؤال عن أحوالهم طريقة رائعة لتشجيعهم على إخباركم إن كانوا يعانون من أي صعوبات في الصحة العقلية، أو لأعلامهم أنكم ترغبون بالإصغاء إليهم.

ولكن غالباً ما تصعب معرفة ما يتعين قوله أو فعله عندما تشعر بالقلق حيال شخص قريب منك أو تشعر أنه يواجه صعوبات أو يشعر بالعزلة. يمكنك بدء الحديث بالقول إنك تفكر بأحواله.

تذكر! من الصعب أن تساعد شخصاً ما بمفردك، لكن كونك صديقاً جيداً له هو مدخل ممتاز للبدء.

لا تخف من التحدث إلى شخص بالغ أو مختص إذا شعرت بالقلق حيال صديق أو شخص تحبه. جرب أن تبدأ المحادثة كما يلي:

● "خطرْتَ في ذهني مؤخراً وقلت لنفسي أسأل عن أحوالك. آمل أن تكون أمورك على ما يرام. لنتحادث عندما يسمح وقتك، فأنا أحب فعلاً أن أسمع آخر أخبارك"!

● "يا لها من سنة عصيبة، أليس كذلك؟ كيف تسير أمورك؟ بالنسبة لي، كانت سنة غريبة بالفعل!"

● "كيف أحوالك صديقي؟ أشعر أحياناً أنني غارق بالمشاغل، هل ينتابك الشعور نفسه؟"

بدء المحادثة بحد ذاته خطوة أولى عظيمة، ممتاز! يمكن لبعض كلمات التشجيع البسيطة أن تساعد أحبائك على الشعور بالراحة للتحدث معك وطلب المساعدة إذا كانوا بحاجة إليها. ومن الطرق المفيدة لفعل ذلك هي تذكيرهم ...

● بأنك موجود لمساعدتهم، مهما كان الحال، وأنك ستساعدهم بطريقة يجدونها مريحة.

● بأن الصحة العقلية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية: والمرء عادة يخبر أحد المقربين إليه إذا لوى كاحله أو أصيب بصداع، أليس كذلك؟

● طلب المساعدة علامة على القوة. والحصول على الدعم المتخصص المناسب والشفاء يصبح أسهل عندما تخبر الآخرين، ويمكنهم دعمك للحصول على المساعدة التي تحتاجها.

يتحدث الشباب في جميع أنحاء العالم علانية ويكسرون قيود الوصم المحيطة بالصحة العقلية.

الكثيرون منا متحمسون لهذا الموضوع ولكننا لسنا بالضرورة خبراء أو أطباء ... فكيف نتأكد أننا نتحدث عنه بطريقة تمنع التضليل وتشجع الناس على طلب المساعدة عندما يحتاجون إليها؟

إذا انتابتنا مشاعر غير مريحة لوقت طويل أو مرات عديدة، فإن أفضل ما يمكن فعله هو التحدث عما نشعر به مع أشخاص نحبهم.

فهذا يساعدنا في الحفاظ على صحتنا العقلية والحصول على الدعم إذا احتجناه.

إليك بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها:

● دوِّن ما تشعر به كتابة. فهذا يساعدك في وصف مشاعرك للآخرين، خاصة إذا كنت ترغب بطلب مساعدة. قد يبدو الأمر سهلاً أو بسيطاً، ولكن جرب هذه الصيغة "أشعر ....... الآن" أو "أشعر ... عندما ...".

● انتبه إلى ما تشعر به طوال اليوم وفي مواجهة مواقف مختلفة. هل تجعلك بعض المواقف تشعر بالسعادة؟ بالقلق؟ بأنك مثقل بالأعباء؟ تدرب على كيفية إخبار شخص ما بما يشغل بالك وما تحتاجه لتشعر بتحسن.

● عند التحدث عن مشاعرك، استخدم ضمير المتكلم "أنا" لأن هذا يساعدك في نسب الموضوع لنفسك ويضمن عدم شعور الشخص الآخر بأنه موضع تقييم أو حكم. جرب أن تقول: "أشعر أن لا أحد يصغي إلي، هل يمكنني أن أقول شيئاً ما؟ بدلاً من "أنت لا تصغي إلي أبداً!". أو "أشعر بالإحباط الآن" بدلاً من "أنت تشعرني بإحباط شديد!"

إذا شعرت أن المحادثة لا تسير كما هو مخطط لها، فقد تتصرف بتهور. وإليك بعض الصيغ البناءة للرد بدلاً من ذلك: ابتعد أو أوقف الحديث، وانتظر حتى تستعيد هدوءك. خذ نفساً عميقاً وبطيئاً وحاول جهدك أن تشرح ما تشعر به.

عندما تشعر بأن الموقف مربك جداً لدرجة يتعذر عليك التعامل معه بمفردك، أو عندما ينتابك القلق حيال ما تشعر به، أو إذا كنت قلقاً بشأن شخص آخر، يمكن لمدرستك أو للمركز الصحي أو أي خدمة مجتمعية أخرى أن تقدم دعماً مهماً.

إذا كنت لا تعرف أين تذهب، اطلب من شخص تثق به أو ابحث على الإنترنت عن الدعم المتوفر في بلدك. من المحتمل جداً أن تحتاج إلى المساعدة من وقت لآخر، والأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك شاهدوا من قبل الكثير من الحالات المشابهة لحالتك.

عندما نشعر بالقلق أو التوتر أو الانزعاج، يمكننا أحياناً اتخاذ خطوات صغيرة لمساعدتنا في الأوقات العصيبة.

يمكنك في نهاية هذه الصفحة الاطلاع على بعض المراجع من اليونيسف وقد تكون مفيدة.

ولكن هناك أوقات يصعب فيها تغيير العادات، أو لا يكون اتخاذ خطوات إيجابية كافياً، ومن المهم تشجيع الناس على طلب المساعدة. يمكن أن يبدأوا بالتحدث إلى شخص بالغ يثقون به، أو رؤية طبيب وطلب التوجيه إلى المكان المناسب لطلب المساعدة.

هناك أنواع كثيرة ومختلفة من الدعم المتاح، وقد يكون من الصعب إيجاد ما هو مناسب منها بنفسك.

عندما تشعر بالضغط الشديد، وإذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه تواجه بانتظام أعراضاً أو مشاعر تؤثر سلباً على جودة حياتك أو دراستك أو عملك أو علاقاتك أو قدرتك على الاعتناء بنفسك، فمن المهم طلب المساعدة أو تشجيع ذلك الصديق على طلبها.

فطلب المساعدة علامة قوة — وهو يعكس وعياً ذاتياً وشجاعة للبدء في التغلب شيء صعب واتخاذ الخطوة الأولى. التمتع بصحة جيدة حق للجميع، وهذا يشمل الصحة العقلية كما الجسدية.

تم تطوير هذا المحتوى من قبل اليونيسف بالتعاون مع مؤسسة Z زيورخ. لا تصادق اليونيسف على أي شركة أو منتج أو خدمة.